الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
ويُحْكَى أن الحسن سُئِلَ عن اللَّغو وعن المَسبيَّة ذات زوجٍ، فنهض الفرزدق، وقال: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قُلْتُ، وأَنْشَد البيت: الطويل: وقوله: الطويل: فقال الحسن: ما أَذْكَاكَ لَوْلاَ حِنْثُك، وقد يُطْلَقُ على كلِّ كلامٍ قبيحٍ لَغْوٌ.قال تعالى: {وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ} [الفرقان: 72]، {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} [مريم: 62]؛ وقال العجاج: الرجز: وقيل: ما يُطرحُ من الكلام؛ استغناءً عنه، مأخوذٌ من قولهم لِما لا يُعْتَدُّ به من أولاد الإِبل في الدِّيَة لَغْوٌ؛ قال جريرٌ: الوافر: وقيل: اللَّغو السَّاقط الذي لا يُعتدُّ به سواء كان كلامًا أو غيره، فأَمَّا وروده في الكلام؛ فكقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ اللغو أَعْرَضُواْ عَنْهُ} [القصص: 55] وقوله: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} [الواقعة: 25]، وقوله: {لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً} [فصلت: 26] {لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً} [الغاشية: 11] وقال عليه الصّلاة والسّلام: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمعَةِ والإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَوْتَ».وأما قوله: {وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ} [الفرقان: 72] فيحتمل أن يكون المُرادُ وإذا مَرُّوا بالكلام الَّذي يكون لغوًا، وأن يكون المُرادُ: وإذا مَرُّوا بالفعل الَّذِي يكون لغوًا، وأَمَّا ورود هذه اللَّفظة في غير الكلام، فكما ورد فيما لا يعتدُّ به من الدِّية في أولاد الإِبل.وقيل: هو ما لا يُفهم، من قولهم: لَغَا الطَّائِرُ، أي: صوَّتَ، واللَّغو، ما لَهجَ به الإنسانُ، واللغةُ مأخوذةٌ من هذا.وقال الراغب: ولَغِيَ بكذا: أي لَهِجَ به لَهَجَ العُصْفُورِ بِلَغَاهُ، ومنه قيل للكلام الذي تَلْهَجُ به فرقةٌ لُغَة؛ لجعلها مشتقةً من لَغِيَ بكذا، أي: أُولِعَ به، قوال ابن عيسى- وقد ذكر أن اللَّغوَ ما لا يفيدُ-: ومنه اللغةُ؛ لأنَّها عند غيرِ أهلِها لَغْوٌ، وقد غَلَّطوه في ذلك.قوله: {في أَيْمَانِكُمْ} فيه ثلاثة أوجهٍ:أحدها: أن يتعلَّق بالفعلِ قبله.الثاني: أَنْ يتعلَّقَ بنفسِ المصدرِ قبله؛ كقولك: لَغَا فِي يمينه.الثالث: أن يتعلَّق بمحذوفٍ على أنه حال من اللَّغْوِ، وتعرفه من حيث المعنى؛ أنك لو جعلتَه صلةً لموصولٍ، ووصفْتَ به اللغو، لصحَّ المعنى، أي: اللغو الذي في أَيْمَانِكُمْ.وسُمِّي الحَلفُ يَمينًا؛ لأن العرب كانوا إذا تَحَالَفُوا وضع أحدهم يمينه في يمين الآخر.وقيل: لأَنَّه يحفظ الشَّيء كما تحفظ اليد اليمنى الشَّيء.قوله: {ولكن يُؤَاخِذُكُم} وقعت هنا وَلَكِنْ بين نقيضين؛ باعتبار وجود اليمين؛ لأنَّها لا تَخْلُو: إمَّا ألاَّ يقصدها القلبُ: بل جرتْ على اللسانِ، وهي اللَّغْوُ، وإمَّا أن يقصِدَها، وهي المنعقدةُ.قوله تعالى: {بِمَا كَسَبَتْ} متعلِّقٌ بالفعلِ قبله، والباءُ للسببية كما تقدَّم، ومَا يجوزُ فيها ثلاثةُ أوجه:أظهرها: أنها مصدريةٌ لتُقابل المصدر، وهو اللَّغو، أي: لا يؤاخذكم باللغوِ، ولكن بالكسب.والثاني: أنها بمعنى الذي، ولابد من عائدٍ محذوفٍ، أي: كَسَبَتْهُ؛ ويرجِّحُ هذا أنها بمعنى الَّذِي أكثرُ منها مصدريةً.والثالثُ: أن تكونَ نكرةً موصوفةً، والعائدُ أيضًا محذوفٌ، وهو ضعيفٌ، وفي هذا الكلام حَذْفٌ، تقديره: ولكنْ يُؤاخِذكُمْ في أَيْمَانِكُمْ بما كَسَبَتْ قلوبُكُمْ؛ فحذف لدلالةِ ما قبله عليه.قوله تعالى: {والله غَفُورٌ حَلِيمٌ} قد تقدَّم أن الغَفُور مبالغةٌ في ستر الذُّنوب، وفي إسقاط عقوبتها.وأمَّا الحليم فاعلم أن الحلم في كلام العرب الأناة، والسُّكون مع القُدرة والقُوَّة، ويقال ضع الهودج على أحلم الجمال، أي: على أشدِّها قوَّةً في السَّير، ومنه الحِلْم، لأَنَّه يرى في حال السُّكُون، وحلمة الثَّدي؛ والحليمُ مِنْ حَلُم- بالضم- يَحْلُمُ إذا عَفَا مع قُدْرَة، وأمَّا حَلِمَ الأديمُ فبالكسر يَحْلَمُ بالفتح، فسد وتثقَّب؛ وقال الوافر: وأمَّا حَلَمَ، أي: رأى في نومِه، فبالفتح، ومصدرُ الأولِ الحِلْم بالكسر؛ قال الجعديُّ: الطويل: ومصدرُ الثاني الحَلِّمُ بفتح اللام ومصدرُ الثالث: الحُلُم والحُلْم بضم الحاءِ مع ضمِّ اللام وسكونها. اهـ. باختصار.
وفي الشرع: اليمين على ترك وطء الزوجة.{تربص} التربص: الانتظار ومنه {قل تربصوا فإني معكم من المتربصين} أي انتظروا.{فاءوا} الفيء: الرجوع ومنه قيل للظل فيء، لأنه يرجع بعد أن تقلص، قال الفراء:العرب تقول: فلان سريع الفيء أي سريع الرجوع بعد الغضب، قال الشاعر: {قروء} جمع قرء اسم يقع على الحيض والطهر، فهو من الأضداد، وأصل القرء: الاجتماع سمي به الحيض لاجتماع الدم في الرحم، قال في القاموس: القرء بالفتح ويضم: الحيض والطهر والوقت، وجمع الطهر قروء، وجمع الحيض أقراء.{بعولتهن} جمع بعل ومعناه الزوج {وهذا بعلي شيخا} والمرأة بعلة.{درجة} الدرجة: المنزلة الرفيعة.{الطلاق} مصدر طلقت المرأة ومعنى الطلاق: حل عقد النكاح، وأصله الانطلاق والتخلية يقال: ناقة طالق أي مهملة تركت في المرعى بلا قيد ولا راعي، {تسريح} التسريح: إرسال الشيء، وسرح الماشية أرسلها، قال الراغب: والتسريح في الطلاق مستعار من تسريح الإبل، كالطلاق مستعار من إطلاق الإبل. اهـ.
|